أمي لن تزورينني بعد اليوم لن أنتظرك في المطار على جمر لن أغرق في دموعك لحظة اللقاء لن تقدم لي يداك الكسرة و الفلفل المُرَقَّد في زيت الزيتون لن أسهر مع حكاياتك و أنت تسردين عليّ أيامك دوننا نحن أبناؤك الغرباء لن نذهب معا في فسحة على ضفة البحيرة الجميلة لن أشتري لك جليدك المفضل بالجوز و الشوكولاطة لن أدلك رجليك المتعبتين لن أبعث لك القهوة و لا العطور لمن سيغني في بيتنا العصفور ؟ لمن سيؤذن الدّيك ؟ و ستبحث عنك السلحفاة في كل مكان لن أسمع صوتك الحنين في الهاتف و لمن سأقول أن بنيّتي أصيبت بالزكام و الحمّى ؟ لمن أشكو نهاري الطويل المتعب ؟ و لمن لأحكي آخر رحلة لي إلى بلاد بعيدة من سيقول لي واش راك وليدي ؟ و ماذا أكلت هذا العشاء ؟ و ضع قليلا من الليمون على رأسك قبل النوم يا بني أمي لقد غرست شجرة أمام قبرك و ستسقيها سحابات بيضاء ...دموع الذين أحبوا فيك كل ما هو أنتِ