ضحية جديدة تضاف إلى سلسلة الشخصيات التي لم تسلم من لسان "فوجي" اللاذع ، و يبدو أنها ستكون خليفة وزيرة الثقافة السابقة "خليدة تومي" ، إنها "نورية بن غبريط رمعون" وزيرة التعليم الجديدة
أطلق مغني الراب البجاوي المعروف فنيا بـ "فوجي" أغنية شديدة اللهجة و المضمون ضد وزيرة التربية و التعليم السيدة "نورية بن غبريط رمعون" ، و ذلك أياما فقط قبل الدخول المدرسي الجديد . و حملت الأغنية في طياتها نقدا لاذعا لأصولها اليهودية و منهجها التربوي ، و لم يتوانى ابن مدينة سطيف كعادته عن الاستعانة بالألفاظ الجريئة و الإيحاءات الجنسية التي قد تقشعر لها النفوس الحساسة و المتحفظة ، و لكن إذا أردنا الحكم بموضوعية عن مدى شرعية مثل هذه الأعمال الفنية ، فلا يجب الوقوف عند طريقة الكلام ، بل يجب قراءة ما تخفيه هذه الجرأة الزائدة من حقائق تكشف خبايا النظام البوتفليقي
أصول "بن غبريط رمعون" التي قد ترجع إلى اليهود استحوذت على النصيب الأكبر من هذا الكلاش ، حيث حين يرى البعض أن بن غبريط أندلسيون ، يرى فوجي أنهم لاجئون يهود فروا بجلودهم إلى شمال إفريقيا بعد سقوط غرناطة سنة 1492 ("اليهود زدموا لإفريقيا من لي طاحت غرناطة") مُستدِلا باطلاعه على قائمة مهمة ("لحقتني الليستا تاع اليهود لي حطوها في إسبانيا") ، و يضيف أن الاستعمار الفرنسي أخذ هؤلاء الرعايا تحت عاتقه و وفر لهم الحماية حيث يقول : ("سَلَّكْكُمْ الاستعمار و بَدْلَلْكُمْ الجنسية / باباك كان يخدم في الـ "أو.أ.س" الفرنسية / ... عند الفلاقة راهو وانتد") . نظرية هروب اليهود من إسبانيا تبدو جائزة و تاريخيا هي تحقق الإجماع ، إلا أن الشيء الذي لا يمكن إنكاره في هذا الموضوع فهو اللقب ذو الطابع العبري "بن غبريط رمعون" ، فلا أحد يمكن أن يُنسَب إلى قوم آخرين إلا إذا كان يتنمي إليهم فعلا ، سواء من قريب أو من بعيد ، إذا كان أوباما رئيس أكبر دولة في العالم ذا أصول مسلمة و ساركوزي رئيس فرنسا السابق ذا أصول يهودية ، كلاهما يفتخر بنسبه و فصله و لا يرى مانعا في الجهر به ، فلماذا في الجزائر الغموض يكتنف أصول وزيرة بسيطة ؟ و لنفرض أنها جزائرية مسلمة تنحدر من أصل يهودي أو حركي أو أي شيء آخر ، فلماذا يُتكتَم عليها ؟ و ما ذنبها إذا ؟
بقية الأغنية دارت حول مستوى الوزيرة و خاصة لغتها و طريقة خطابها : ("ماشي عربية ني كابيل ني شاوية / حابة تطلّع النيفو باللغة الغبريطية / عربيتك روميكس بين شين بول و نانسي / ما تتحطيش وزيرة لو بوتيف ما حطش الكرسي") ، لكن الأمر أصبح شبه عادي في الجزائر ، فإذا نظرنا إلى أعلى سلطة في البلاد لوجدنا الرئيس يخاطب شعبه بالرسائل و بالنيابة و إذا تكلم فلا نكاد نفقه فيما يقول شيئا ، ثم يأتي وزير الحكومة الأول عبد المالك سلال الذي هتك عرض اللغة العربية في أكثر من موضع ، فما بالكم بوزيرة للتربية ؟ فهي تقتدي فقط بمن هم أعلى مرتبة منها . للإشارة فإن السيدة نورية دكتورة متخرجة من جامعة باريس 5 و لها العديد من المنشورات
أسلوب فوجي لا يخلو من الدعابة السوداء حيث يقول في ختام الأغنية ("ألو الموساد عندي أوتاج (رهينة) / *** نورية اليوم نفلقها بالرشاش") ثم يردف مشيرا إلى مجازر أوشويتز النازية ("نخدموا بيك الصابون كي هتلر دار بجدودك") . و في أغنية سابقة مع الرابر البليدي "توفيق" و دفاعا عن لغة الضاد التي لا تتقنها الوزيرة إتقانا يليق بمنزلتها ، يَجزم فوجي أن الشاعر الكبير "المتنبي" لو سمعها لنهض من قبره و شطرها نصفين بسيفه ("المتنبي ينوضلك من قبرو *** بالبوشية") . و قد استعملت في هذه الأغنية بعض المقاطع من حصة تلفزيونية على قناة الشروق ، إضافة إلى حوار مع الوزيرة
قد يبدي العديد من المستمعين الذين يكتشفون فوجي لأول مرة الكثير من التحفظ ، إلا أن هذا الرابر يعتبر من القلائل في الجزائر الذين يقولون بدون لف أو دوران ما يفكر فيه الكثير لكنهم لا يجرؤون على البوح به . على العموم "القيصر" (أحد ألقاب فوجي) لا يبدو أنه يخشى أحدا و قد سبق له أن انتقد بنفس الطريقة و أشد منها بوتفليقة ، توفيق ، خليدة و حتى سلك الشرطة الذين أهداهم ثمانية أغاني كاملة ، و هو يستمدّ شجاعته و قوته من كل متتبعيه الأوفياء من كل ربوع الوطن ("ذَوقتها موسيقى باش ترضع الميكروفون / عندو قوة تاع 48 طن (أي 48 ولاية)") ، للتذكير من المرتقب صدور ألبوم جديد له نهاية هذا العام لدى "إيزام" أكبر دار نشر في منطقة القبائل