كلبان التقيا على الحدود
أحدهما يلهث لأنه فر من قبضة الجنود
و الآخر يبحث عن حلم مفقود
قال الأول للثاني و هو يقلد استقامة الأسود
من أين و إلى أين يا ابن العم الودود ؟
فرد عليه الآخر : سمعت أن في بلادك فنادقٌ
و شواطئ تروح عن النفس و تحمر الخدود
و في بلدي ملك جائر لا يقبل المعارضة
و كل فكرة تمنع مُلكه من البقاء و الخلود
و شواطئ البحر في بلدي مُلك
لأبناء الوزير في قانون العقود
و الفنادق لأصحاب الجاه الممدود
فقصدت بلادك لعلي أجد الحلم الموعود
و أنت ، ما لي أراك ترتعش دون قيود ؟
كأنك فار من اليوم الموعود
فرد عليه الأول : أنا هارب من سجن
فسيح جميل ، الرأي الآخر فيه مردود
و صلاة الفجر فيه جرم
و سبيل الرشاد طريق مسدود
و سمعت أن في بلدك ظلم و تنكيل
و الحر فيه مفقود
لكن شعبك ينبح كل يوم كما يشاء
رغم القهر و الجحود
فاشتقت إلى النباح مرة
لعلي أحس بالرجولة مرة ثم أعود