التقيت وزير الدولة خارجا من إحدى الحانات
فقلت له : يا سيدي ، رجالك منعوني من جواز السفر
...قال لي : لا تحزن و أجبني في كلمات
من كان صديقك في الإبتدائي عند الصغر ؟
قلت : سمير ، ذهب إلى صلاة الفجر فمات
و في الحي من كان حميمك ؟
خالد ، أخذته رصاصة طائشة في إحدى المظاهرات
و في بيتك كم عدد البنين و البنات ؟
تسعة ، من بينهم واحد مدفون في قرية جبلية ، دون هوية و لا شهادة وفاة
تحمحم الوزير ثم قال لي : ما هو مستواك ؟
خريج معهد العلوم
ما هي مهنتك الحالية ؟
بائع للتبغ و الكاوكاو و المفرقعات
و عنوانك ؟
شارع الحريات ، تحت شجرة عارية على يمين محطة القطار و يسار سلة المهملات
ما هي سوابقك العدلية ؟
ممنوع من الكلام في الإعلام و الساحات
و اتجاهاتك السياسية ؟
مواطن ساذج ، مغلوب على أمري في أحسن الحالات
ابتسم الوزير ثم قال لي :
جوازك مضمون يا ولدي
...سأرسله لك غدا مع ضابط المخابرات
(إلى روح سمير برارمة الطاهرة ، صديق الطفولة البريئة)