رضعت من ثذي الاشتراكية حتى فطمت
و كان أول طعامي بعد ذالك
بقايا بترول مخدر
و في طريقي إلى المدرسة
كنت أرى جثثا دون رؤوس عارية
منظر عادي في سني
و لما بلغت الحلم
رأيت لأول مرة قشور موز
في مزبلة شارع يسكنه أغنياء
و لما بلغت أشدي
أكلت من عصا الدركي و الشرطي
و كل من كان له حق دستوري عليّ
و مرة أوهمنا التلفاز ولادة عهد جديد
يمكن فيه اختيار الحاكم بكل حرية
فصدقت أنا و من معي هذه النكتة
و رحنا نبني قصرا لأوهامنا
و بعد أن فاز بالانتخابات رقم خاطئ
أكلت العصا مرة ثانية
و في الثلاثين شاب شَعْرِيَا
و أنا لم أسرق مرة قبلة من إمرأة
و لم أخلد إلى الأمان أو الحنين
لم أقرأ سحرا في عيني حبيبتي
و كل الغرام الذي أعرفه
حائط يضمني كل مساء
: كتب عليه
نعم للرئيس و الوئام و الوطن
أنا حزن و صمت و ندم
أنا أكثر من ذاك
فشعبي يُعْرَفُ في القاموس
بملايين الموتى
و نهاري يُعْرَفُ في نشرة الأخبار
بعشرات الموتى
و شباب بلدي يُعْرَفُ في الجرائد
بآلاف الغرقى
و الحاكم في بلدي
سرّه مستور في بنك غربي
أنا حزن و صمت و ندم
أنا أكثر من ذاك
فأيُّ خير يأتيك منّي يا قلم ؟