أعطيت لنفسي اسم فنان
و رحت أصارع ويلات الزمان
بنثر أتى على كل عدو
و شعر حر مطلق العنان
في حقيبتي حنان أم
و صمت أب صام عن الكلام
في حقيبتي عنوان فندق
أفل نجمه منذ زمان
و صور لحب ثانوي
و رسائل عشق و حبة رمان
سألني الجمركي كم في جيبك ؟
قلت مائة و عشرون دولارا أو يزيدون
قال اخلع نعليك فلم يجد إلا رائحة السفر الطويل
كاد الجمركي يغشى عليه و يده تحمي أنفه و فاه
ثم أشار علي بالدخول إلى بلد "لامارتين"
ماتت التأشيرة بعد شهر و مات الحلم الباقي
و احترق كنز جيبي إلى آخر فلس
و أغلق الفندق التعيس بابه في وجه حقيبتي
فافترشت رسائل الحب في الميترو و رسائل المقاهي
وعشت إرهاب الليالي الموحشات
و شعبي على بعد بحر
يعيش إرهابا و قهرا و شتاتا
و رأيت في المنام مليون شاة و شاة
يأكلهن كلاب خضر سمان
و من حولهم فئران سود يتقاتلون على الفتات
و على مرمى حجر أسد جريح غاب زئيره
فصحت هل من مفسر للأحلام ، أو حكيم يأتيني ببيان ؟
أخذت عجوز غجرية يدي و قالت بعد هنيهة
الشاة براءة الأطفال
و الكلاب الخضر عساكر الأشرار
و الفئران السود فئران سود
و الأسد الجريح فارس مغوار تخافه الكلاب
و لولا كثرة الفئران لما انهزم الصنديد