و حل الظلام
و نامت على الأرض سلوى و ليلى
و عمّار نام
عُدي الرضيع
و أيضا حسام
و ناموا فراشهم الأرض حبلى ببرد الظلام
و ليس لهم من بقايا الكساء سوى ربع خوف و نصف السماء
و بعض من النور قد كاد يبلى
و صمت الحمام
و ناموا و لحن الطفولة يعلو
فما أروع الطفل حين ينام
و لكن لحن القذائف أعلى من الحب
من أغنيات السلام
و حلّ الظلام
و لمّا تجلّى ضياء الصباح القريب و ولّى
و ولّى الظلام
و بين الركام
هدوء و صمت و صوت السكون
و لون الحطام
و بين الركام
تحرّك صخر يريد الكلام
هنا كان عمّار في الليل دوما
هنا كان يحلم حلما
و تحلم ليلى
ورود و زهر و جدول ماء
و طير يزقزق فوق الغصون و وسط الفضاء
و سلوى تنادي عدي الرضيع
و وسط الجميع... يغنّي حسام
هنا كان عمّار يحلم لكن
يضيع الزمان و تفنى الأماكن
و تذوي البيوت
على وقع عزف الردى و الحِمام
و تهوي المساكن
و بين الركام
عدي الرضيع
و يبكي الجميع
و حلّ الظّلام
و لكنّني رغم ذاك أرى في وضوح شديد
أرى رغم ليلي صباحا جديد
أرى في عيون الجميع انفجارا
و رعبا و نارا
و موتا تشَظِّى
و جمرا تلَظِّى
فيرمي الدمارا
أرى قائدا لا يهاب الحِمام
يهزّ السيوف و يرمي السهام
يبيد الطّغام
بقلبه يعزف لحن الجحيم
و يرسم لوحة فن الحميم
و يكتب شعر الردى و الفناء
بلوح السماء
بحبر الشجاعة و الكبرياء
و يصرخ صرخة طفل يتيم
سأرفع رأسي
و أكتم شؤمي و ألعن يأسي
و أحمل بعض الندى و الدماء
و ألبس نفسي
و أنزع عنّي ذليل الرداء
و أحمل فأسي
و أهوي به نحو جذع المساء
لينجب فجرا
و تورق فينا بذور الرجاء
لتثمر نصرا
و حلّ الظلام
و في الرّأس تزدحم الأسئلة
بغير انتظام
و من بين لأسئلتي المجملة
من القائد الألمعي الهمام
أَتَذْكُرُ عمّار ذاك المطيع؟
أَتَذْكُرُ سلوى ؟ أَتَذْكُرُ ليلى؟
أَتَذْكُرُ أيضا عدي الرضيع؟
أَتَذْكُرُ ليلة حلّ الظلام؟
فإني الوحيد الذي كان حيا
هنالك أسفل ذاك الركام
و وسط الحطام
وحيدا مع الموت... و اسمي حسام