لا يروّض الدّهر ثورتنا
تسبقنا خُطانا إلى الأمام
قرب كلّ مأتمٍ طفلةٌ تأبى تصديقهم
تقولُ: قد أصبح جثّةً، وسيعبُدون غيره، لما يبكون؟
لا يروّض الدّهر ثورتنا
نرقص على أطراف الخلل
نداعب أقدامنا التّعبةَ ونقطعها إذا خانتنا في ساحةٍ أو سرير
هنا ترقض كلّ الغواني كي تخدعك
يا أيها الموت المحدّق فينا... ما أتفهك
تقولُ الطفلة: على رصيف تُحاصرهُ البيوتُ
وَجَدَتْ رصاصةٌ طائشةٌ طريقها إلى رأس حكيمٍ لكنّه لم يمت
أترى؟
تحت كلّ عبدٍ عبد
فوقَ كلّ عبدٍ ملك
أترى؟
هنا يدفننا جنوننا، تهتف جموع الأحياء اسمنا: عاش الموتى!
أترى؟
كلّ ما جرى في هذي الساحة قد جرى
سيغادرون الصياح إلى أيامهم المقيتة، يجلسون القرفصاء في بيوتٍ ليست لهم
يتقاسمون الهواء الرّطب، ويعلّمون بعضهم كيف يلبس الذلّ ثياب الرضى
مذ احتلّنا الخوف، وهرب جميع الأبطال من رواياتنا الشعبيّة
أتيت توقظِ المجزرة
يا أيّها الموتُ المحدّق فينا... كول خرا
قرب السّور الموشّى بأسمائنا التي لن تُذكر
قرب الثدي الذي لم يشبعنا
نصبنا خيامنا، عوّلنا على الجفاف، وانتظرنا أن تمر المجاعة لنلقي عليها التحية
لو كان الشيء -أيّ شيءٍ- رجلاً
لحنّى أكقّه بمضاجعنا، ولاحقنا إلى أن ينتصر
سرّ -تقول الطفلة-
قاتلهم. قاتلني إذا أغواك اكتمال الحقيقةِ تحت زندي
يموتُ الحقّ على أبواب المُطلق. قاتلني حين أريدُ لصوتك ما لا تريد وإن جنحوا للسلم، فاقلق
أدرتُ ظهري لمدينةٍ لا تحفظ السرّ
مشيتُ نحو طواحينٍٍ تشبهني
راودت إجاباتي عن نفسها أن لا شفاء في سؤال
لكنّي أدين بدين الشكّ، فلا بقاء لروحي... بل كلّ احتمال