حبيبتي هذا البحر الذي بيننا ماء لا غير و هذا الود الذي بيننا وأده عسير في النفق المظلم المؤذي إلى مكان موعدنا سمعت صوت خطى تتبعنا و في سماعة الهاتف و في جهاز الكمبيوتر وضعوا جاسوسا يترقب همسنا و الزفير و في كل مقهى أجلس فيه لأحتسي قهوتي وضعوا شرطيا في ثوب سكير وضعوا في جيب كل خائن و صديق عند الحلاق و بائع الزهور مسجلا للصوت و السائح الذي تربع في الحديقة صدفة ليلتقط صورا الحمام كان مكلفا بمهمة للإطاحة بحب مجنون و ذاك الذي غنى أغنية حبنا في الشارع و صفق له الجميع كان عميلا يطارد عشقنا الممنوع و ذاك الإمام الورع الذي كان يهرول في مشيته لكي لا تفوته الصلاة كان يريد قتل قصتنا ما بقي منها و ما فات حبيبتي حتى هذا البحر الذي بيننا لم ينزع منهم كرههم لحبنا و حتى و إن لم يبق لنا سوى الحب عن بعد فسوف يمنعون ذاك الود أن يحيا و لو بزرع الموت في الميترو من جديد